وايزر لوك
“علينا أن نختار ما بين الأمان والمراقبة، إما أن يتجسس الكل على الآخر، أو لا يتجسس أحد على أحد” …بروس شناير

التفسير العلمي لثغرة مستشعر الإضاءة

يضع الناس الكثير من ثقتهم في هواتفهم الذكية المحمولة، إذ يستخدمونها لتسديد الفواتير والقيام بالعمل وتدوين أحلام الليلة الماضية الغريبة، ومراسلة كافة الدوائر الاجتماعية بداية من الأهل والأصدقاء وصولاً لزملاء العمل.

ولكن لسوء الحظ، يمكن استخدام هذه الهواتف الذكية بشكل ما لاستهدافنا واختراق خصوصياتنا، إذ كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية كيف يمكن للقراصنة الاستفادة من مستشعر الإضاءة الموجود في الهاتف لتتبع نشاطنا والتجسس علينا!

دراسة علمية تتوصل لنتائج صادمة

كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة (Science Advances) العلمية، بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي كيف يمكن للمتسللين والقراصنة تحويل هاتفك الذكي إلى جهاز تجسس يتتبع نشاطاتك على مدار اليوم.

وتكشف الورقة، التي تحمل عنوان “تصوير تهديدات الخصوصية من مستشعر الإضاءة المحيطة”، كيف أن مستشعرات الإضاءة المحيطة التي تبدو غير ضارة في الهواتف الذكية، والمستخدمة لضبط سطوع الشاشة تلقائياً، قادرة على التقاط تفاعلات المستخدم سراً بفضل خوارزمية التصوير الحسابية المطورة.

ركز الباحثون على مناطق مستشعر الإضاءة المحيطة التي تمكِّن هواتفنا الذكية من ضبط سطوع الشاشة لتتناسب مع بيئتنا. إذ يمكن للتطبيقات استخدام مستشعرات الإضاءة المحيطة دون الحاجة إلى طلب إذن من المستخدم. وبالتالي يُعد الافتقار إلى التحكم في الأذونات ليس مفاجئاً تماماً، نظراً لأن أجهزة الاستشعار هذه لا تعتبر خطراً على الخصوصية أو الأمان. لكن هذا كله تغير بعد النتائج الصادمة.

فمن خلال الجمع بين شاشة عرض الهاتف الذكي، وهي مكون نشط طوال الوقت، مع حاسة الإضاءة المحيطة، وهي سلبية، أدرك الباحثون أن التقاط الصور أمام تلك الشاشة كان ممكناً جداً دون الحاجة لاستخدام كاميرا الجهاز.

التفسير العلمي لثغرة مستشعر الإضاءة

إذا كنت تتساءل كيف يمكن التقاط صورة بدون استخدام أو اختراق كاميرا الهاتف الذكي، يتم تفسير ذلك من خلال قيام الشاشة بدور جهاز استشعار افتراضي “يرى” صورة غير واضحة للغاية من مسافة بعيدة.

ويوضح الباحثون بحسب مجلة “فوربس“: “بالنسبة للأشياء التي تكون على اتصال بالشاشة أو قريبة منها بدرجة كافية، لا تكون هناك حاجة إلى استخدام العدسات. وذلك لأن كل بكسل من المستشعر الافتراضي يرى أن التعيين الفردي محظور بواسطة بكسل المشهد. وبالتالي يوصف السيناريو بدون عدسة بأنه (تشوه للإطباق لتشكيل ثقب عرضي بين المشهد والشاشة)”.

وفي الدراسة، اختبر العلماء الخوارزمية على جهاز لوحي جاهز للاستخدام يعمل بنظام Android في سيناريوهات متعددة، بما في ذلك وضع دمية أمام الشاشة واستخدام إما عارضة أزياء أو قطع من الورق المقوى أو يد بشرية للمسها، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كان يمكنها الاختيار على الإيماءات أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو. وفي جميع الظروف، كشفت النتائج أنه يمكن استخدام بيانات مستشعر الضوء لالتقاط التفاعلات مع الشاشة وإنشاء صور لها.

هل يمكن اختراق مستشعر الإضاءة بسهولة في أرض الواقع؟

كان معدل استرجاع الصور في الدراسة إطاراً واحداً فقط كل 3.3 دقيقة – وهذا بطيء بدرجة كافية؛ بحيث يواجه أي شخص يحاول الحصول على الصور عبر اختراق مستشعر الضوء صعوبة في مواكبة تفاعلات الهاتف في الوقت الفعلي.

وحتى إذا حصلوا على صورة، إذا تم استرجاعها من مقطع فيديو طبيعي، فقد تكون الصور ضبابية جداً.

ومع ذلك، توصل الباحثون إلى بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في التخفيف من بعض المخاطر المحتملة للاختراق عبر هذه الخاصية في الهواتف الذكية.

العامل الرئيسي هنا هو البرمجيات. إذ يوصون بتقييد الوصول إلى مستشعر الإضاءة المحيط، مع اضطرار المستخدمين إلى منح الإذن بنفس الطريقة المتبعة مع طلبات الكاميرا أو الميكروفون.

كما يقترحون أيضاً وضع حد أقصى لقدرات المستشعرات، والحفاظ على الدقة والسرعة منخفضة بما يكفي لمنع الصور عالية الدقة، وكذلك وضع المستشعر على جانب الجهاز؛ حيث لا يمكنه اكتشاف الإيماءات الواضحة.

اترك تعليقا