إحرص على خصوصيتك .. كن أكثر حكمة
تحذّر الأجهزة الأمنية باستمرار من آفة متكررة سببها الأول والرئيسي استهتار المستخدمين في بياناتهم والحفاظ على ادنى متطلبات الخصوصية، وتأتي تحذيرات الأجهزة الأمنية تحديداً بعد الإنتشار الهائل لجرائم سرقة الهوية والإبتزاز .
بعد جمع كافة المعلومات والمنشورات وحضور الدورات والندوات التي تعقد بالخصوص، خلصنا لمجموعة من النصائح للحيلولة دون وقوعك ضحية سرقة الهوية والإبتزاز وانتهاك الخصوصية .
لا تضغط على أي رابط ..
كثرت في الآونة الأخيرة رسائل واتساب ومنشورات فيسبوك ورسائل نصية تصل هاتف الضحية تحتوي على رابط خبيث، بمجرد النقر على الرابط ستكون هدفاً سهلاً للمجرمين الإلكترونيين وذلك من خلال منح المتصفح صلاحيات الوصول لملفاتك وصورك وجهات الإتصال وسحبها لجهة غير معلومة، ومن ثم استخدام هذه البيانات في أغراض غير مشروعة.
تحاكي هذه الرسائل احتياجات المواطنين، كالباحثين عن وظائف، مسابقات، جوائز، تبرعات، أخبار كاذبة ومضللة …إلخ، وفي الحقيقة ما هي إلا وسيلة لإقناعك بالضغط على الرابط وتعبئة بياناتك الشخصية .
ماذا سيحصل بعد ذلك؟
بعد أن يقوم المجرم الإلكتروني بجمع ملفاتك من صور وملفات خاصة وحتى معرّفات الدخول لمواقع التواصل الإجتماعي خاصتك، وجهات الإتصال على هاتفك، لك أن تطلق العنان إلى ما يمكن أن يفعله ..
في صورك الخاصة جداً وربما الحميمة، تبدأ رحلة الإبتزاز الجسدي والمالي ..
قد يستخدم صورك لفتح حسابات تواصل اجتماعي باسمك، واستخدام جهات الإتصال لديك والإرسال لهم أنك بحاجة لمساعدة مادية عاجلة، أو إرسال ملفاتك الحميمة لأصدقاءك كنوع من أنواع الإبتزاز إن لم تدفع ..
الأمر أبعد من ذلك ..
لو تضمنت ملفات هاتفك صورة عن هويتك الشخصية أو جواز سفرك، أصبح من السهل على المجرم الإلكتروني إرتكاب جرائم إلكترونية مستخدماً هويتك، وإيقاعك في متاعب مع الجهات الأمنية لحين إثبات أنك مجرد ضحية .
قد تحتوي ملفاتك وبياناتك على معلومات حسابك البنكي، بطاقات الإئتمان الخاصة بك، وتتفاجئ بمشتريات على بطاقتك لم تقم بها سابقاً .
والأخطر ..
استخدام هويتك المسروقة في عالم دارك نت، عالم المخدرات والأسلحة والإرهاب وغسيل الأموال، ولأترك لخيالك العنان لتفكر لما قد يحدث حينها .
ماذا يتوجب علي أن أفعل؟
- تجاهل أي رسالة من غريب، سواء عبر تطبيقات التراسل النصي أو الرسائل النصية أو منشورات فيسبوك وتغريدات تويتر .
- لا تتعرف على الغرباء، من لا تعرفه حقاً لا يمكنك أن تتخيل ما يسعى إليه .
- تجاهل مرفقات البريد الإلكتروني، لا تقرأ بريد إلكتروني لا تعرف ممن أتاك .
- تأكد فعلاً ان الرسائل تأتيك من الشخص الذي تعرفه لا من شخص ينتحل شخصيته، مكالمة هاتفية صغيرة كفيلة بحمايتك .
- لا تحفظ ملفاتك التي تخشى أن تصل لأحد بجهاز متصل بالإنترنت.
- تحكّم بصلاحيات وصول التطبيقات في هاتفك (الأذونات)، ليس من الطبيعي أن تطلب لعبة مثل “سوليتير” صلاحيات الوصول لملفاتك الخاصة وقوائم جهات الإتصال الخاصة بك.
- استخدم برنامج حماية ذو سمعة جيّدة.
- لا تقبل خاصية حفظ كلمات المرور في المتصفح الخاص بك، استخدم كلمة مرور قوية وآمنة، لا تستخدم نفس كلمة المرور لجميع حساباتك.
- حافظ على خيارات استرجاع حسابك في حال نسيان كلمة المرو، مثل البريد الإلكتروني ورقم الهاتف، واحرص على تعديل بياناتك وتحديثها باستمرار، إن ترك البريد الإلكتروني بدون إستخدام قد يحوّله لشخص آخر يتمكن من الوصول لحساب التواصل الإجتماعي الخاص بك لاحقاً.
- لا تشتري عبر بطاقة الإئتمان الخاصة بك، إن كنت ستشتري فعلاً استخدم بطاقة مدفوعة مسبقاً تحتوي على الرصيد الذي تحتاجه للشراء فقط، وتأكد من موثوقية الموقع الذي تشتري منه .
- لا تقم ببيع هاتفك أو جهاز الحاسوب الخاص بك دون أن تتأكد من ألا أحد سيتمكن من استرجاع بياناتك المحذوفة، استعادة ضبط المصنع، وإعادة تهيئة الحاسوب، لا تضمن حدف ملفاتك الخاصة بشكل آمن .
- عند حدوث عطل في جهازك، قم بزيارة المراكز التي تقوم بإصلاح الجهاز بشكل فوري وأمام عينك .
- دائماً قم بتخزين ملفاتك على ذاكرة خارجية يسهل إتلافها .
وأخيراً ..
هنالك الكثير من النصائح، خط الدفاع الأول هو الحكمة، كن حكيماً، فكّر .. إبحث .. قرر، واحذر من أؤلئك الذين يستخدمون أسلوب الهندسة الإجتماعية في إيقاعك في فخهم، وانتبه، ليس كل شيء كما يبدو، فحتى داخل الفخ قد يكون هناك فخ.
إحرص على خصوصيتك .. كن أكثر حكمة .